(25-125 ميلادي) على الرغم من أن هذا المسرج يبدو رومانياً من حيث التصميم، إلا أن أصل إنشائه يعود إلى عهد الملك النبطي الحارث الرابع في القرن الأول الميلادي عندما بدأت مدينة البترا باتخاذ الطابع الحضري. يتألف المسرح من باحة عرض تتخذ شكلا نصف دائري ومدرج على شكل حدوة حصان مخصص للجلوس. ينقسم هذا المدرج إلى ثلاثة مستويات تفصلها ممرات أفقية، كما تظهر ملامم جدار المسرح الخلفي الذي أضافه الرومان. والأمر المذهل أن المسرح قد تم حفره في الجبل الصخري.ويبدو أنه كان لسكان البترا حاجة ملحة لمكان تجمع كبير، حيث أنهم قاموا بتوسيع المسرح على حساب إزالة بعض واجهات المقابر القديمة، ويمكن أن نرى بقايا لبعض المقابر التي أزيلت في الجزء العلوي ونشاهد مكانها الآن الجدار الخلفي للمسرح. ومع غياب التوثيق فإنه لا يمكن تحديد أغراض استخدام المسرح، وإنما يمكن التخمين أنه كان مكاناً لتجمع رواد وسكان البترا لإقامة المراسم الدينية. أما في العصر الروماني فقد استخدم المسرح لاستضافة الأحداث والفعاليات التي اشتملت على الأعمال المسرحية والحفلات الموسيقية والقراءات الشعرية والمسابقات الرياضية والاجتماعات العامة وربما شعائر تكريم الموتى. كان المسرح يتسع لحوالي ستة آلاف شخص وقد تم ترميمه جزئياً.