(100 – 200 ميلادي) تشير المنطقة المرصوفة الى بداية شارع الأعمدة الرئيسي الممتد وسط مدينة البترا. ويعتقد أنه تم تشييد هذا الشارع من قبل الرومان في القرن الثاني الميلادي، بحيث حل محل الشارع النبطي القديم الذي كان عبارة عن طريق واسع من التراب والحصى على جانبه منازل تتبع مجاى وادي موسى المتعرج - النهر الرئيسي في البترا. وقد كان الشارع على الأرجح سوقا تجارياً يحتوي على بضائع من جميع أنحاء العالم القديم، مثل المر والبخور من جنوب الجزيرة العربية وشرق إفريقيا، الحجارة الكريمة والأقمشة والبهارات من الهند. شرع الرومان بتقويم الطريق وتضييقه وتعبيده، وزينوه بصف مزدوج من الأعمدة، وبنوا سلسلة من المحال التجارية في الجهة الجنوبية. وكما هو الحال في جميع المدن الرومانية، فقد كان الشارع الرئيسي في البترا المركز التجاري والاجتماعي للمدينة. وقد رجح هذه الفرضية العثور على عملات معدنية ومساند الاسرة في أحد المناطق، مما يدل على وجود حانة اعتاد الزبائن الإسترخاء فيها وتناول الوجبات. وقد أظهرت الأبحاث الأثرية أن هذا الطريق المرصوف تعرض لدمار كبير نتيجة للزلزالا الذي ضرب المنطقة سنة 363 بعد الميلاد، والذي أطاح بالأعمدة والمباني التجارية، ما عدا الأعمدة التسعة القائمة حالياً والتي تم ترميمها من بقايا الأعمدة المبعثرة في الشارع.