الخزنة
الخزنة
(60 قبل الميلاد – 50 ميلادي) هذا المعلم الأثري المحفور في الصخر والذي يعرف بخزنة فرعون هو من أتقن واروع ما صنعته يد الفنان النبطي. وقد أعطاها موقعها المميز عند مخرج السيق وارتفاعها الضخم البالغ 39.5 مترأهمية فريدة من نوعها، وينسب السكان المحليين من البدو تسمية هذه الواجهة الصخرية بخزنة فرون إلى فرعون مصر، حيث كانوا يعتقدون أنه خباً كنزا في الجرة التي نزين أعلى الواجهة. ويمكن مشاهدة أثر إطلاق الرصاص من قبل السكان المحليين على هذه الجرة لاستخراج الكنز. اختلف علماء الآثار حول تاريخ وماهية هذه الواجهة، ولكن يعتقد الكثيرين منهم بأنها كانت مدفنا جنائياً يعود لفترة حكم الملك النبطي الحارث الرابع. وليست خزنة كما يعتقد سابقا. وقد أثبتت الحفريات الأثرية التي أجريت أمام الخزنة صحة هذا الإعتقاد.كان من عادة الأنباط تزيين مدافنهم من الخارج بالزخارف والرموز الجنائزية ذات العلاقة بالحياة الأخرى والموت.كما تبين الزخارف والرموز الجنائزية الخارجية للخزنة التأثيرات الهلينستية المتمثلة بالأعمدة والتاجيات الكورنثية التي يعلوها إفريزا يضم العديد من الكؤوس وزخارف النباتات. ويلاحظ على الزاويتين السفليتين للمثلث الأوسط أسدين مجنحين، بينما يعلو هذا المثلث تاجاً يعتقد أنه لآلهة المصرية آيزيس التي تحيط بها أمازونيات تحمل فوق رؤوسها فؤوس.يوجد على عتبة البوابة الداخلية للخزنة حفرة دائرية صغيرة ربما استعملت مذبحاً صغيراً خلال الطقوس الجنائزية التي كان يقيمها الكهنة لتكريم الموتى. وقد عزز هذه النظرية اكتشاف ثلاثة مدافن نبطية في عام 2004 تحت الخزنة ترجع إلى اواخر القرن الأول قبل الميلاد.