سيق البارد، بيضا
سيق البارد، بيضا
كان سيق البارد الذي يقع في ضاحية البيضا شمال البترا، المحطّة الرئيسة خارج المدينة لاستراحة القوافل التجارية القادمة من وإلى جنوب الجزيرة العربية وغزة، والتي كانت تتوقف للراحة وتناول الطعام وعقد الصفقات التجارية. ويُطلق أحياناً على منطقة سيق البارد "البترا الصغيرة"، ويرجع ذلك إلى وجود شقّ طبيعي في الصخر يُشكل مدخلاً للمنطقة ويشابه مدخل السّيق المشهور وإن كان أصغر منه بكثير. وكانت المنطقة مبوبة ويوجد داخلها مجمع من الخزانات والسدود لحفظ المياه بالإضافة إلى دواوين وقاعات للضيافة وواجهات منحوتة في الصخر. ولكونها مركز إنتاج زراعي ولوفرة المياه فيها كانت البيضا تلبي جميع احتياجات التجار. كانت الدواوين وقاعات الضيافة في البيضا على الأرجح تستخدم لاستقبال الزوار وإقامة طقوس الولائم الشائعة آنذاك، وبحسب إحدى نصوص المؤرخ سترابون: "كان الأنباط ينظمون مآدب عامة لمجموعات مكونة من 13 شخصاً، ويوفرون مغنيتين لكل مأدبة. ويقيم الملك حفلات شُرب بأسلوب فخم (مميز) ولا يشرب الشخص أكثر من 11 كأسا ممتلئاً، مستخدماً كأساً ذهبياً جديداً في كل مرة. وكان الملك ديمقراطي جداً إذ يقوم أحياناً، بخدمة الآخرين بالإضافة إلى خدمة نفسه". وقد كشفت الحفريات الأثرية التي أجريت في البترا وفي بعض المواقع الأثرية النبطية الأخرى عن وجود تماثيل فخّارية تمثل أشخاصاً يعزفون على آلات موسيقية. وليس من المستبعد أن هذه التماثيل التي تُظهر الأدوات الموسيقية المستخدمة في تلك الفترة، والتي نشاهد إحداها في الصورة، قد تمثل ما كان يحدث في إحدى تلك المناسبات الدينية المشار إليها.